حرمان فقراء العالم القروي من مساعدات ملكية، والسلطة بإقليم إفران على فوهة بُركان… ورسائل فاضحة موجهة للجهات المسؤولة

0

 ريحانة برس – محمد عبيد

تتعرض مجموعة من سكان العالم القروي بإقليم إفران لضغط كبير من قبل بعض أعوان السلطة لكي يلتزموا الصمت وألا يخرجوا بنداء او كشف لما يتعرضون له من غبن ومضايقات وتهديد وذلك نتيجة حرمانهم من المساعدات التي قامت مؤسسة محمد الخامس مؤخرا بتوزيعها على فئات هشة بهذا العالم القروي بإقليم إفران..

فلقد سبق وأن أثرنا ما تعرض له مواطن بتراب جماعة وادي إيفران من إقصاء، إلا أنه لم يهدأ بال عون السلطة الذي وجد من يحميه محليا وإقليميا حين توعد المواطن بعد نقل تظلمه عبر الصحافة.. تنقل لنا مصادر من هذه المنطقة..

وتزيد المواقف المثيرة والعناد عند آخرين من أعوان السلطة بالعالم القروي، ذلك حين بلغ إلى علمنا أن مواطنين بتراب جماعة بن صميم أيت موسى عدي، بعد أن استشعروا بالحگرة نتيجة الإقصاء الذي طالهم من مسؤولي قيادة إركلاون، حيث تم حرمانهم من المساعدات الغذائية التي قامت مؤسسة محمد الخامس بتوزيعها مؤخرا على الأسر المعوزة بمنطقة عمروس يوم الجمعة 3فبراير 2023… إذ فوجئوا بعدم تسجيل اسمائهم ضمن المستفيدين من هذه المساعدات لأسباب مجهولة- وفق ما جاء في مصادر محلية… مما كان أن دفعهم إلى القيام بوقفة احتجاجية يوم الخميس الأخير 9فبراير أمام مقر قيادة اركلاون، وكون القيادة لم تكترث لوقفتهم بالمقابل تعرضوا للتهديد وللتخويف من عون السلطة بالمنطقة، مما اضطرهم إلى الخروج عن صمتهم لإنجاز شكاية تم توجيهها إلى كل من وزير الداخلية، ورئاسة مؤسسة محمد الخامس، وعامل إقليم إفران وكذلك رئيس الدائرة بمدينة آزرو وقائد قيادة اركلاون بتراب جماعة بن صميم.. الشكاية التي كشفوا خلالها عن جملة من الخروقات التي رافقت هذه العملية حيث استفادت وجوه مقربة من السلطة وبإيعاز من عونها، وكون المقصيين هم عامة السكان بهذا الدوار المنبود يعيشون حالة بؤس شديد اجتماعيا ومجتمعيا وتنمويا، ويكتفون بتوفير مؤوناتهم بالاعتماد على رعي المواشي ويقطنون الأكواخ (كلها عبارة عن منازل آيلة للسقوط وتتسرب من سقوفها مياه الأمطار، وتفتقد إلى الإنارة رغم توفر الأعمدة والأسلاك الكهربائية بالقرب منها، وتعتمد فقط على الإضاءة ليلا بالشموع)، نظير هذا الحرمان وقفوا على استفادة فقط أحد المحظوظين من بين سكان دوارهم… فيما كان الباقي المستفيد على حساب دوارهم، وحتى البعض الذي يحسب على الدوار هم من لا حاجة لهم للاستفادة من هذه الإعانات تم إدراج اسمائهم بإيعاز من عون السلطة، والأنكى أن من هؤلاء من كانت حصة استفادته مضاعفة!؟؟… يضيف مخاطبونا من عين المكان.

امتعاض هؤلاء السكان والتحامهم واستعدادهم للقيام بالفضح، لم يمر (ايضا كسابقه في وادي إيفران) بالشكل العادي، بل تعرضت محاولاتهم للإضطهاد وللتهديد وللقمع، حملوها للعون…

ووفق ذات المصادر، التي نتحفظ في الكشف عن هويتها لتفادي مزيد من الاضطهاد والتهديد والوعيد والانتقام منها بطرق أخرى، فإن إقصاء أشخاص بعينهم جاء نتيجة ل”حسابات سياسوية ضيقة”، وطالبت بفتح تحقيق حول الموضوع وباتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتورطين في استغلال الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد لحملة انتخابية سابقة لآوانها…

وكانت مؤسسة محمد الخامس قد قامت الأسبوع الأول من فبراير الجاري، وبتنسيق مع السلطات المحلية، بعملية توزيع مواد غذائية على الفئات المعوزة شملت الأرامل، والمطلقات، وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويذكر أن عملية توزيع المساعدات التي قامت بها مؤسسة محمد الخامس على مستوى إقليم افران قد كشفت اتصالات لعدد من سكان العالم القروي عن حالات التمييز والحرمان والعشوائية في توزيع المساعدات التي أعلنت عنها المؤسسة الملكية للفئات الهشة، حيث استفادت منها فئة من الناس لا يستحقونها، وحرمت منها شريحة من المحتاجين فعلا، والذين تحولوا إلى جيش من المتسولين يقفون على أبواب المقاطعات والجماعات وحتى الجمعيات، ما تسبب في احتجاجات، ناهيك عن الاستغلال السياسي لهذه المساعدات.

وبهذه السلوكات يتضح أن عملية توزيع المساعدات الغذائية التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أوامره للإطلاق الفوري للمبادرة التضامنية الرامية لمواجهة موجة البرد القارس، لفائدة الساكنة القروية المتضررة من الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة بأقاليم الأطلس الكبير والأطلس المتوسط، والتي نظمت في إطار قافلة تضامنية وإنسانية أطلقتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بهدف مساعدة سكان المناطق الجبلية والنائية ضمنها مناطق جبلية بإقليم إفران على مواجهة موجة البرد القارس، لم تسر دون أن تخلف غضبا وتذمرا لبعض سكان دوارير بالمنطقة… وبالتالي وضع السلطات المسؤولة على فوهة بُركان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.